صلاح شعيشع.. مدعي النبوه
حكاية بدأت فصولهـا منذ سنوات طويلة ، ورغم أنها مرت بمراحل مختلفة إلا أن أحداً لم يتعرض لصاحبـها حتى كان شهر فبراير عام 1985م . الشرارة الأولى لفضيحته على صفحات الجـرائد والمجلات . التي نشرت اسمه وصوره ، وقصصـاً أقرب إلى الخيال عن تصرفاته وسلوكه ونسائه وجلساته وكفره وإلحاده .
يلقبه أتباعه النبي (شعيشع) .. ويقول عن نفسه إنه تجسد لشخص الرسول صلىالله عليه وسلم .. ونظرة إلى هؤلاء الأتباع .. تجعل العقل يهوي في حيرة لا قرار لها ، فجميعهم تخرجوا من الجامعات وفيهم من يشغل مناصب مرموقة ومراكز ذات شأن : محامون ، أطباء ، رجال أعمال ، لكنهم دخلوا في دعوته عن اقتناع !!
قد تكون الأسباب تغير القيم التي طرأت على المجتمع المصري نتيجة لتـغير الخارطـة الاقتصادية والتطورات السياسية المختلفة .. وقد تكون بفعل الإحساس بالعزلة أو الإحباط أو اليأس.. أو عدم المشاركة بدور في المجتمع .. وقد تكون اتجاهـاً جديداً بغرض تكوين الثروات أو ممارسة شكل من أشـكال التحلل الخلقي .. وقد تكون وراءها قوى خبيثة لا تريد للمجتمع المصري معـاودة النهوض بعد كبوة السنـوات السابقة . قد يكون هذا أو ذاك .. وربما كل هذه الأسباب مجتمعة .
لكن ما حكاية ( صلاح ) ؟ وما هي أفكاره ؟ ومن هم أتباعه ؟
نبي الصدفة :
ولد صلاح شعيشع بمدينة الإسكندرية ، في شهر نوفمبر عام 1922، وعاش حياة فقيرة قاسية بعد أن توفي والده منذ طفولته لكنه كافح وعمل حتى التحق بكلية الطب ،كان – منذ صباه – يتمتع بشخصية غريبة مثيرة ساعد على ذلك تكوينه الجسماني قوى البنية .
ولأنه كان سليط اللسان ، يميل إلى التندر والاستهزاء بالآخرين ؛ فقد فشل في الالتحـاق بالعمل كمعيد بالجامعة ، فهو -بالإضافة إلى هذه الصفات – ذو شخصية حادة ، كان كثير النـزاع مع زملائه وأساتذته ، دائم الاحتداد عليهم .
بعد أن تخرج صلاح من الجامعة ، عيُن طبيباً في الصحة المدرسية لكنه كان رافضاً لهذا العمل لأنه في اعتقاده – لا يتلائم مع قدراته .. فلم يتردد في الاستقالة . وفي حي محـرم بك فتح عيادة خاصة مارس فيها العمل كطبيب باطني . لكن بحثه الدائب عن الثراء ، وولـعه الشديد بالمال كانا دافعًا لأن يتحول إلى طبيب لأمراض النساء والتوليد . وبعد مرور عدة سنوات ، تخصص في عمليات الإجهاض .. وأطلق عليه – وقتها – ملك الإجهاض .. وبدأت فرصة الثراء تتسع أمامه .
في تلك الأثناء كان يعيش قصة حب عنيفة ..تزوج بعدها من جارة له ، وأنجب منها ولداً و بنتاً .
أمّا نشاطه الديني فقد بدأ في أوائل الستينيات بالصدفة البحتة .. يروي يقول :
( توجهت ذات يوم إلى إحدى ورش الميكانيكا لإصلاح سيارتي ، وبدأ صاحب الورشة يتجاذب معي أطراف الحديث فقص عليّ حكايته مع الشيخ محمد ، الذي يقوم بتحضير الجان . فأكدت له أن ما فعله معه الشيخ محمد إنما هو نصب واحتيال . فقال لي : طيب تعال معي لتسترد لي منه سبعة جنيهات قيمة حجاب أخذته وعندما وصلنا إلى الشيخ محمد في حي كرموز كنت قد سمعت عنه عشرات الحكايات.. اندفعت إلى حيث يقيم قلت له : من فضلك أعطني السبعة جنيهات فرد : سأعطيك سبعة جنيهات ، لكنك ستدفع لي عشرة قلت : إزاي ؟ قال الشيخ محمد : هذا الكتاب الذي أمسك به لك فيه خمسـة عشر صفحة تتحدث عنك وعن زوجتك .. وأتحدى أن تكون كلمة واحدة منها غير صحيحة !!
ولما رأى علامات الدهشة على وجهي بدأ في قراءة الطالع وأشهد بأن كل كلمة خرجت من فمه كانت صحيحة ، حتى أسماء زوجتي وأولادي ، فآمنت به منذ تلك اللحظة . وظللت معه في أبحـاث الجان خمس سنوات كاملة ، ثم التحقت بالطريقة الشاذلية . في ذلك الوقت رحت أبحث عن شخص أصادقه يكون من المثقفين . فلم أجد سوى العمال والبقالين ، فصممت على أن تكون لي صحبة من صفوة المجتمع .
سمعة سيئة
وبدأت مرحلة أخرى من حيـاة ( صلاح ) اهتم فيها بتحضير الأرواح والالتقاء بمن يعملون مع الجان .. ثم اتجه إلى الصوفية وأنشأ جماعة خاصة به ، راح من خلالها يدعو إلى طريقته ويروّج لها .. لكن أنصـاره انفضوا من حوله .
واستمرت شهرته كطبيب بارع في عمليات الإجهاض ، خاصة بعد أن قُتل منافسه طبيب أمراض النساء في حي ( محرم بيك ) أيضاً .. والذي كان يتمتع بنفس الدرجة من الشهرة في هذا المجال.
لم يكن يتردد على عيـادة ( شعيشع ) سوى الراغبات في التخلص من الحمل – الحلال والحرام – حتى أصبح مثيراً للشبهة في كل من يحاول الاقتراب من عيادته . وكثيراً ما كانت تشكو السيـدات من سلوكه اللا أخلاقي الذي يتعامل به معهن أثناء وجودهن للعلاج !
وظل على هذه الحال .. إلى أن تأكد له أن عمله – كطبيب بشري – تأثر بسمعته السيئة ، وبعد أن اتهم في خمس قضايا إجهاض غير مشروع . بدأ يفكر في نشاط آخر يحقق له طموحه ، وهداه تفكيره إلى أن يقنع كل من حوله بأنه ( النبي محمد ) .
وكانت السبعينيات أخصب الفترات التي يمكن أن يلقى فيها ( شعيشع ) ببذور ادعائه . فمع بداية سنوات الانفتاح والكسب بالملايين .. أعلن ( النبوة ) مدعياً أن وفـاة النبي محمد لم تكن إلا بالجسد فقط ، وأن روحه – صلى الله عليه وسلم – باقية في جسد ( صلاح ) نفسه .
لكنه لم يعلن دعوته بين مواطني ( محرم بيك ) لأن الحي – كما يقول – به تيارات دينية مختلفة لا تتفق و ميوله ، وربما يخلق ذلك مجالاً للصراع ، ويكون فيه هدم لدعوته .. وكان قد أفـتى – ذات مـرة – بين جيرانه بأن من يؤدون صلاة الجمعة كافرون ، لأن صلاة الجمعة لا تجوز إلا خلف الإمام .. ولا بد أن يكون هذا الإمام نبياً . وحين انتهى من فتواه رأى الذعر والذهول على وجوه السامعين . فانخرس لسانه ولم يكمل كلامه .
فكر في إقناع زوجته .. معتقداً أنها ستكون أول من يؤيد دعواه.. وتسِلم بأنه (نبي) لكنها كذبته.. بل حاولت إصلاح أفكاره ، وإثناءه عما يدعي ، ورفض ، ثم بدأ يكثر من الخروج من منزلة ، والتـردد على عيادته بصحبة ( الممرضة ) التي تعمل معه . مما أثار شكوك زوجته في وجود علاقة محرمة بينهما . وطردته زوجته من مسكن الزوجية ، فطلقها وتزوج الممرضة ، وأقام معها في الشقة المجاورة لعيادته .
ملوك وصعاليك :
بدأ ( صلاح ) في نشر دعوته – بعد ذلك – بين أهله وأصدقائه ومن تربطه بهم صلات حميمة ، وراح يبشر من يريد بالجنة لأن المعاصي والذنوب التي ارتكبوها مشطوبة حتى قبل أن يقعوا فيها . وأخـذ يدعي بأن الرسول قد عاد وتجسد في شخصه ، وأنه – بهذه الصفة – حبيب الله لذلك فهو عالم بأسرار الدنيا والآخرة والغيب أيضاً ، ويضمن الجنة لمن يعتقد في دعواه ، فتغفر له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر .
لم يكتف بذلك .. وإنما راح يفسر القرآن على هواه ، ويعد من التعاليم ما يتفق ونزواته ، فأباح كل الأمور لنفسه – أ ولاً – ولمريديه من بعده ، وابتدع طريقة صوفية جديدة أطلق عليها ( الطريقة الصلاحية الشاذلية الزينية المحمدية ) .
ومع بداية عام 1980 ازداد عدد مريديه ، وأخذت دعوته شكلاً آخر فبدأ يشعر بأهميته .. خاصة عندما التقى بزميله طبيب النساء ( أحمد ) وأحب زوجته طبيبة الأسنان .. وعرض عليه الانتقال من عيادته والإقامة معهم في شقتهم بحي ( سيدي جابر ) لتكون الشقة ( الساحة ) التي يلتقي فيها بأتباعه يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع ، وكانت الدكتورة ( نشوى ) طبيبة الأسنان تسهر على خدمته حتى أطلق عليها لقب ( أم المؤمنين ) .
ودنيا ( صلاح شعيشع ) لا تضم سوى الملوك والصعاليك : فالملك هو الشخص الذي آمن مطلـقاً بأن ( الشيخ صلاح ) هو ( النبي محمد ) ويرضخ – تماماً – لكل أقواله وأفعاله ، ويذعن لأوامره وطلباته . وهؤلاء – في معظمهم – ممن دخلوا في نطاق دعوته منذ سنواتها الأولى عام 1960م. ويزعمون – تبعـاً لتعاليمه – أنهم رأوا النبي محمد عليه الصلاة والسلام في منامهم – وهم مبشرون بالجنة ، كما بشـر النبي العشرة الكرام .
أمّا الصعلوك : فهو من دخل الطريق لكنه لم يزل غير مقتنع بنبوة ( الشيخ صـلاح ) ويستمع إليه أكثر ، حتى يؤمن به تماماً ، فيرقى إلى درجة الملوك ، ويحتفل به جميع الأتباع في حفل يؤمه الشيخ .
( وساحة الرحمن ) هي المكان المفضل الذي يعقد فيه الشيخ صلاح ندوات لقائه مع أحبائه ، فتترى عليهم الرحمات من كل صوب ، وصفوة الملوك هم الذي يحضرون اجتماع الاثنين ، وهؤلاء عندما يناديهم الشيخ أو يخاطبهم يقول لهم ( أسيادي ) تكريماً لهم وتعظيماً . أمّا الصعاليك فيحضرون اجتماع الخميس ومعهم الملوك بالطبع .
والساحة التي يلتقي فيها شعيشع بأتباعه عبارة عن حجرة فسيحة تتوسطها أريكة وثيرة يجـلس عليها الشيخ مرتدياً جلبابه الأبيض ، وأمـامه يجلس حوالي ثلاثين شخصـاً ما بين رجـل وامرأة ، بعضهم في الصفوف الأولى على مقاعد مريحة – وهؤلاء هم الملوك – ، والبعض الآخر في الصفوف الخلفية يفترشون الأرض وهؤلاء هم الصعاليك .
يدخل الرجل جلسة الخميس فيقبل يد ( شعيشع ) ثم يسلمه شفته ليقبلها ثلاث مرات ، أما النساء فيحظين برعاية أكبر وبركات أكثر ، فلا يقل نصيب الواحدة من المريدات عن اثنتين وعشرين قبلة . وأحياناً تصل ( مجموعة) في قبلة واحدة طويلة تمتد إلى ثلاث دقائق .. وحين يحملق المريدون لهذا المشهد المثير يرد عليهم الشيخ بعد أن يفرغ مما بين ذراعيه – وهو يبتسم – إنها القبلة المحمدية .
الطقوس الصلاحية
ومن الطقوس التي تمارسها جماعة ( شعيشع ) عند زيارة أحد المريدين له لا بد أن يعلم – أولاً – من القادم ، وبعد الإذن له بالدخول يخلع الضيف حذاءه ويقف بالباب واضعاً يديه فوق بطنه ، كمن يقف في صـلاة . فيتمتم ( الشيخ ) بكلمات غير مسموعة . يقول بعدها : الله .. فيرد الزائر : الله يا سيدي .. ثم يتقدم نحوه فإذا كان صعلوكاً يقبل يده مرة وفمه ثلاث مرات ، ثم قدمه اليمنى . وإذا كان ملكاً يزيد على الصعلوك بتقبيل ظهر القدم اليسرى وبطنها .. أما إذا كانت سيدة فتقبل يد (الشيخ ) بعـدها يأخذها بين ذراعيه ليطبع على شفتها ثلاثة وعشرين قبلة .
طقوس صوفية
ومن الطقوس أيضاً ( وقت الأذكار ) وفيه يقف المريدون خلف ( الشيخ صـلاح ) الذي ينـادي ( السيدة زينب ) أو ( سيدنا الحسين ) قائلاً : الله . فيردد الأتباع وراءه : الله .. الله .. وتزداد سرعة الذكر ليصبح ما يقوله : آه .. آه .. آه .. اختصاراً لجملة ( أعوذ بالله ) ثم يدخل ( الشيخ ) إلى إحدى الغرف مستضيفاً ( السيدة زينب ) وعلى حد قوله يطلب منهم الجلوس . ويتحدث معهم لكن المريدين لا يسمعون ولا يرون شيئاً فهو فقط الذي يراهم ويسمعهم لأنه الرسول .
وكل جلسة من جلسات ( شعيشع ) تبدأ بتفسير منه لبعض آيات القرآن .. ثم تفسير ما يطـرحه عليـه الحاضرون من رؤى منامية .
ومن أشهر تفسيراته قول الله تعالى : ( إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) .
يقول شيشع : ( المخرفين بتوع الأزهر فيهم خصلة وحشة ، دائماً يدافعوا ويقولوا إن الإسلام دين عقل ولم ينتشر بحد السيف ، لكن هذا ضلال ، وكل الأمة الإسلامية مجتمعة على هذا الضلال .. الإسلام انتشر بحد السيف ، والدليل على ذلك لو استرجعنا حبة حركات عملها حضرة النبي : مثلاً عندما سـار مع أحـد الكفار .. وقال له الكافر ، وهم يقفون عند حجر : لو عايزني أصدق إنك رسول .. أظهر لي طير من هذا الحجر . “حضرة النبي اتظربن غضب .. فنزل عليه جبريل وقال له : إن الله خلق هذا الطير في قلب هذا الحجر .. قبـل أن يخلق هذا الجسد الكافر بأربعين عاماً .. فأطلقه طيراً يخرج إليك . فانشرح حضرة النبي وقال: أخرج طيراً بإذن الله .. فخرج الطير وقال : السلام عليكم يا رسول الله . والسؤال الآن : هل أسلم الكافر ؟ لا .. بل قال للنبي : أنت ساحر . ( الكفرة يطلبون المعجزة .. وبعد تحقيقها يقولون : هذا سحر .. ولا يدخلون الإسلام .. لكنهم دخـلوا الإسلام عندما قوي ( محمد ) وانتصر في غزوة بدر .
فتاوي فاجرة
و ( الشيخ ) صلاح يحض المريدين على عدم صلاة الجمعة ، فقد أفتى لهم بأن كل من يصلى الجمعة بهيم ، لأن صـلاة الجمعة لا تصلح إلا في دولة إسلامية ، وحتى الآن لا توجد على الكرة الأرضـية دولة إسلامية يبقى ممنوع صلاة الجمعة .
ويقول في ( فتواه ) عن الحج : ( المعروف لعامة الناس أن حضرة النبي مات ودفن في المدينة ، وهذا ظـاهر للجهلاء ، أما خواص الناس – وهم أصحاب الطرق – فيعلمون أن النبي لم يمت .. وأحباب حضرة النبي – اللي هم إحنا – عارفين إنه عاد في صورة الدكتور صلاح .. طيب ما فائدة الحـج وحضرة النبي موجود في جسد الشيخ في الإسكندرية ؟ الكلام ده واضح والملوك أسيادي رأوني في المنام ، وقالوا إني سيدنا محمد .. إذن بدل ما تروح على محمد القديم أنا قدامك أهو . اللي عايزين يزوروا حضرة النبي يقعدوا قـدامي … الناس إللي بتروح تحج دول بيزوروا حديد .
وينهي حديثه متهكماً : ( قد إيه الناس مضللين ) .
يواصل ( شعيشع ) فتاواة الفاجرة . يقول عن الصلاة : ( لو كل واحد يتذكر شيخه في قلبه ويبطّل صلاة إلى يوم القيامة فهو داخل الجنة بإذن الله وشعيشع . الناس تعيش في غباء مستحكم ، الصلاة لا تقرب إلى الله لكن الطريق إلى الله هو حب حضرة النبي حب حقيقي ، حتى بدون صلاة أو صيام هل سمعتم الحديث القائل من أحب صلاح فهو في الجنة ومن أحب صلاح فهو منا ؟
ودائماً ما يؤكد صلاح ( لأتباعه ) أنه يعلم بالغيب : ( لا شيء محجوب عني .. إن بيدي قوة الله .. فقوله ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) مقصود به أن القوة في يدي .. يد الله هي يدي لا استخـدم فيها السيف ولا البندقية فهي قوة ربانية ) .
تنزيل نشوانا:
ومن أكثر أحداث جلسات الساحة إثارة .. تفسير الرؤى وهي نوعان : رؤى الحاضرين التي رأوها في منامهم ، ورؤى الأسياد ، وتسمى ( التنزيلات ) وهي تعاليم الجماعة .. يقومون بتدوينها على هوامش المصحف ، ويمزجون بينها وبين تلاوة الآيات . ومغفور للمريدين عدم حفظ القرآن ، لكن غير مغفور لهم عدم حفظ التنـزيلات.
أمّا أقوى ( التنزيلات ) وأشهرها بينهم فهو ( تنزيل نشوانا ) ، ونشوانا هي طبيبة الأسنان ( نشوى سعيد ) التي أخبرت الشيخ بأنها رأته في رؤيا نورانيه .. فأطلق عليها – مكافأة لها – لقب أم المؤمنين .
ويشرح الشيخ لأتباعه – في إحدى الجلسات- كيف وصلت ( نشوى ) إلى ما وصلت إليه من منزلة لديه ، وأصبحت صاحبة التنزيل الشهير فيقول : ( إنها لم تستخدم عقلها ، وإنما استخدمت قلبها ، فكانت رؤياها رحمانية حقيقية.. واستحقت لقب ملكة .. ثم كان تنـزيلها الذي وجب على كل الأتباع حفظه ) .. جاء في ( التنـزيل ) : يقول حبيب الله ( ص ) : لأن في قلب نشوانا عقيدة لا تنتهي ولا يمكن ، ولأن حب نشوانا لنا هو اليقين ، ولأن من خلق نشوانا لا نأخذ منه إلا ما هو ريحان وما هو ياسمين ، ولأن نشوانا في عطائهـا لنا لا تبخل علينا ، فإنا لنشوانا لمحبين ، وإنا لنشوانا لمحافظين .. وإنها – حقاً – لأم المؤمنين وإمامة المحبين ، وملكة على عرش قوي متين .. فوالله إنها لمن الصابرين ، فوالله إنها لمن الصادقين ، فوالله إنها لمن المتقين ، فوالله إنهـا ستكون – يومئذ – مع الصالحين ، في أعلي علّيين ) صدق رسول الله ( ص. ع . س ) ومعنى هذه الحروف – في آيات صلاح – صلى الله عليه وسلم .
البيجاما وكبش الفداء
قص أحد ملوك الجماعة رؤيا – ذات مرة – على الشيخ ( شعيشع ) قال : ( رأيتني ذاهباً للحج إلى بيت الله فأتاني الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إنهم هناك سيدنا موسى وسيدنا يونس) وشمّر ( الشيخ صلاح ) عن ساعديه ليفسر الرؤيا قال: ( تفسير كلمة الحج في الرؤيا معناه أنك تريد اكتمال المادة ، فأنت تبحث عن الدنيا ، فجاءك حضرة النبي وقال لك : سيبك من الدنيا وسأريك موعظتين : موعظة سيدنا موسى وموعظة سيدنا يونس .. المغضوب عليهما من الله .. وهذا يعني توجيهـاً من حضرة النبي لك بأنك في طريق محسود عليك فيه ، حتى من النبيين ) !!
وهذه رؤيا أخرى رواها ملك من الأتباع .. في إحدى الجلسات. قال: ( حضرت إلى الساحة – أمام حضرة النبي صلاح – وأنا أرتدي بيجامة ممزقة ) .
عندما سمع ( شعيشع ) ما جاء بالرؤيا انتفض من مكانه هائجاً ثائراً قال : هذا يعني طردك من الملكية فأنت لم تحترم الساحة التي جعلتك ملكاً بعد صعلوك . لقد قال تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) والساحة أعلى من المسجد .. فلماذا لم ترتد ملابس نظيفة ؟ .ولأن ( شعيشع ) رجل الشورى والتقوى ، فقد بادر بأخذ أصوات الحاضرين لطرده من الملكية أو بقائه فيها واختار أن يكون الاقتراع برفع اليد .. وبعد أن رفع البعض يده ، احتد صوته في غيظ وشراسه قائلاً : ( كل من أيد عدم طرده ستقل درجته الملوكية .. وبناء على رأي الأقلية المقتنعة بضرورة احترام السـاحة قررنا طرده من الملكية ، لأنه حضر إلى الساحة الراحمية وهو يرتدي بيجامة ممزقة ، ونحن لا نحتـقر كل من رفع يده مؤيداً عدم طرده .. ولو من باب الرحمة .. فكيف نرحمه وهو لم يرحم الساحة ؟ ) .
واستطرد بصوت ينم عن مضايقة شديدة : ( أنا عاوز جلسة خاصة مع الملكتين الأعظم لإلغـاء كل الملوك والملكات ثم نبتدي من جديد ؛ لأن الواضح أن هناك من حصل على الملكية تكرماً من حضرة النبي .. لكنهم لا يأخذون المسألة بشكل جدي ويظهر إني باكافح ع الفاضي ) !
أمّا أطـرف رؤيا قصّها الأتباع على ( الشيخ صلاح )فكانت هذه الرؤيا التي تفتقت عنها قريحـة (الشيخ عبد العزيز ) قال : ( رأيت حضرة النبي – في المنام – وهو حيران في مشكلة انتقال الشيخ صلاح إلى عالم الآخرة ، لكن الرسول – ص – فكّر قليلاً ثم أنزل ملكين ومعهم ” كبش ” يفتديان به الشيخ صلاح) .
وجاء تفسير “الشيخ صلاح” لهذه الرؤيا أكثر طرافة .. حيث أوجب على كل صعلوك وملك دفـع جزء من هذه الفدية !!
لقد كان ” شعيشع ” يفرض على مريديه أتاوات ينفق منها على زوجته ونفسـه ، وبعـض الملوك والملكات المقربين إليه ، ومن هذه الإتاوات كوّن ثروة هائلة ، وبتفتيش شقته ليلة القبض عليه عثر معه على ” شهادات إيداع ” قيمتها مليون دولار مستخرجة من بنك الاعتماد والتجارة .
وفي التحقيقات التي أجرتها النيابة اعترف المتهم الثاني في القضية ” عبد العظيم محمود” ويعمل مديراً للحسابات بإحدى شركات الغزل بالإسكندرية ، ويعد أول رجل صدق دعوة ” الشيخ صلاح ” وآمن بها وهو كذلك كان المسئول الاقتصادي للدعوة ، فقد كان كل عضو ينتسب إلى الطريقةيصبح ملزماً بدفـع حصة من المال يتسلمها ” عبد العظيم ” ويضيفها إلى رأس مال الدعوة الذي يستثمره في التجارة ، وتوزع الأرباح كل عام .. بعد أن يحتفظ لنفسه وللدكتور صلاح بمبلغ معين ، مقابل الاشراف والإدارة .
وكانت هذه الأموال تستثمر في مواد البناء – كالحديد والأسمنت – ومعروف أن نسبة أرباحها لا تقل عن مائة في المائة .. لكنه كان يقوم بتوزيع 10% فقط على الأتباع !!
النفحات الصلاحية :
ومن سلوكه الشاذ .. ما كان يطلق عليه ” النفحات ” ، ويصفها بأنها ” مقدسة ” ، وقد قسّم هذه النفحات إلى نوعين : نفحات مالية عن تبرعات يحصلها من الأتباع ليكافئ بها من يرى من مريديه .. ونفحات أخرى عبارة عن ” قبلات محمدية قدسية ” كما كان يسميها .. يمنـحها لكل من يدخل ساحته أو مجلسه ، أو من يجيب عن تساؤل يصعب على الآخرين فهمه !
المثير للدهشة.. أن الأزواج كانوا يستبشرون خيراً بتقبيل ” الشيخ ” لزوجاتهم .. وكانوا يعتبرون ذلك من علاقات البركة والمحبة . حتى لو بلغ حد ” الجماع الجنسي ” ، وكانت الكثيرات من الزوجـات يحكين – في زهو – لأزواجهن عن رؤى جمعت بينهن وبين ” صلاح ” فيتفاءل الأزواج معللـين ذلك بأن زوجاتهم قريبات من حضرة النبي !!
وفي إحدى الجلسات.. رفضت زوجة أن يقبلها ” شعيشع ” قبلاته المحمدية الثلاثة والعشرين من شفتيهـا ، فثارت ثائرته وطلب من زوجها أن يطلقها على الفور .. لكن الزوج كان يحبها وله منها أطفال ، وحاول أن يثنيها عن رفضها رغبة الشيخ ، فأصرت على الرفض ، فطلب منها أن تعلن – كذباً – أنه طلقها رفضت أيضاً ، فما كان منه إلا أن طلقها إرضاءً لسيده الذي طردها من الجماعة عقاباً لها على عصيانه .
الاحتفال بمولد النبي
ومولد النبي – هنا – ليس المقصود به مولد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وإنما هو عيـد ميـلاد ” الشيخ صلاح ” الذي تعوَّد على تسجيل الاحتفال به كل عام على شريط ” فيديو ” يطيب له أن يعرضه على مريديه وأحبابه من وقت لآخر في جو من المرح والإثارة .. وتعالوا نتعرف على أحد هذه الشرائط :
الشريط عليه ورقة صغيرة لاصقة مدون بها هذه العبارة : ” المولد النبوي 11/4/ 1984″ أما بداخله فتفاصيل الاحتفال :
بدأ الاحتفال منذ الصباح الباكر ، فالساعة – الآن – تشير إلى التاسعة تماماً .. المنزل يغوص في الزينات والورود .. صوت ” أم كلثوم ” ينبعث من أحد الأركان مردداً أغنيات المولد الشريف .. أما ” الشيخ ” فلا يزال مضطجعاً على سريره الوثير داخل حجرته الخاصة .. وفود المريدين تتوالى على المنزل في أبهى الثيـاب حاملين الهدايا مع أولادهم وزوجاتهم . الجميع يتسابقون إلى حيث يضطجع ” الشيخ ” ليحظى السعداء منهم بأكبر عدد من ” القبلات المحمدية “.. فرحة شديدة تبـدو على وجوه المريدين ، حتى إن أحدهم – ويدعى الشيخ رشاد – راح يهلل صائحاً كالأطفال : ” يا حلاوتك يا جمالك .. يا شيخ شعيشع ” !!
تمر عقارب الساعة إلى أن تشير للثانية بعد الظهر .. عنـدما يبدأ الاحتفال ” الرسمي ” بالزغـاريد والتصفيق وعبارات التهاني .. وفجأة ينطلق صوت قطعة موسيقية شهـيرة .. ثم قامت بعـض السـيدات تتقدمهن الزوجة الثانية للشيخ بأداء الرقص الشرقي على نغماتها .. ثم جذبن عدداً من الرجـال وطوقنهم بالأحزمة لكي يشاركوهن الرقص تحية للشيخ وابتهاجاً بعيد ميلاده .. وراح المريدون يتبـارون في تأدية الرقصات .. لا فرق -في ذلك – بين ” ستنا وسيدنا ” !
بعد هذا ” الفاصل ” من الرقص الشرقي بدأ المريدون فاصلاً آخر من رقصات ” الجيرك ” و” السايكو ” مع إيقاعات الموسيقى الغربية المجنونة .. وما يصاحب ذلك من تأوهات وصرخات وحركات خليعة .. تحت سمع وبصر ” حضرة النبي المزعوم.. الشيخ صلاح ” .
واستمر الحفل على هذه الحال حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي !
قالوا في التحقيقات
من خلال استعرا ضنا لسلوكيات هذه الجماعة وأقوالهم في تحقيقات النيابة ، يستلفت النظـر مدى النفوذ النفسي الذي كان يسيطر به على أتباعه .. والتغلغل الذاتي الذي اخترق به أعماق البسـطاء ممن وقعوا في براثنه ، فقد استقر تعظيمه داخلهم ، وسار مسار الدم في عروقهم إلى درجة مخيفة . حتى أنهـم كانوا يضعون صوره في منازلهم وتحتها عبارات التمجيد وأشهرها : “سيدنا صلاح الشاذلي ص . ع. س” .
وكلما كان يذكر اسم ” صلاح شعيشع ” أثناء التحقيق معهم.. هتف الرجال والنساء الموجودون : ” صلى الله على صلاح ” !!
اعترافات
قالت ” نشوى ” أشهر الشخصيات في طريقة “صلاح ” : ” الشيخ صلاح من أهل البيت .. فالأحباب يصلون عليه ، وهذا لا يتنافى مع الحديث القائل: لا نبي بعد محمد بن عبد المطلب ، لأن أحـدًا لم يقـل إن الشيخ صلاح نبي ، وإنما هو من أهل البيت ودرجته عالية جداً تصل إلى مرتبة النبوة ، دون أن يكون نبياً.. وقد بنيت هذا الحكـم على الرؤى التي شاهدها الأستاذ ” عبد العزيز محمود ” في منـامه ، وهي أنه رأى الرسول – أكثر من مرة – يحدثه في شأن الشيخ صلاح ، ويصفه بأنه واجب الطاعة والاتباع وأن الرسول لن يشفع للأحباب – في الآخرة – إلا عن طريق الشيخ صلاح .
وقالت ” نشوانا ” : إنها لو ظلت تقبل الشيخ ” مليون قبلة ” فلن تمل ؛ لأنه هداها إلى طريق النبي الذي رأته في صورة ” شعيشع ” .
وقال ” عبد العزيز أحمد ” – ويعمل موظفاً – في تحقيقات النيابة : أنه شاهد – في رؤيا منامة – حضرة النبي متمثلاً في هيئة “سيدنا صلاح “بعد انتقاله إلى مسكن ” أحمد ” وكان يرتدي – في هذه الرؤيا – قفطاناً أبيض اللون ، وبشخصه وهيئته .
أما ” عبد العزيز محمود ” فقال : إن الرؤيا نزلت على ” ستنا نشوى ” التي وصفت بأنها ” أم المؤمنين ” وإنه كان يرى الرسول كثيراً عندما ينام ، ولا تفسير عنده سوى أن ” صلاح ” له تكريم خـاص .. وأنه ملتزم متبع لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
وقال : إن الإيمان طريقة يضحي بواسطتها الإنسان بنفسه في سبيل الله .
وفي اعترافها – أمام النيابة – قالت إحدى الزوجات : إن ” صلاح ” كان يقف حائـلاً بيني وبين زوجي لدرجة أنه كان يجبر زوجي على أن يهجرني لفترات طويلة ؛ وسبب ذلك أنني رفضت الرضـوخ والاستسلام لطقوس ” الشيخ ” وأفكاره ، وامتنعت عن حضور جلسات الساحة لأن ” شعيـشع ” كان يرفض أن يراني بالحجاب ، وكان يقول : حجاب المرأة لا أساس له بعد أن رفع عنا التكليف !
بيان من الأزهر
بعد القبض على ” صلاح شعيشع ” طلبت النيابة تشكيل لجنة برئاسة مدير عام البحوث والنشـر بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر لسماع ومشاهدة أشرطة ” الكاسيت ” و” الفيديو “.. والاطلاع على الأوراق المضبوطة، وإبداء الرأي فيما تضمنته مما يتعارض مع أحكام الدين الإسلامي.
تم تشكيل اللجنة .. وبعد سماعها ومشاهدتها لما عرض عليها قدمت تقريراً جاء فيه :
إن الدكتور صلاح قد قام بادعاء النبوة والتطـاول على رب العزة – جـل وعلا – وتحريف بعـض النصوص القرآنية وتأويل بعضها تأويلاً فاسداً ، والنيل من كتاب الله الكريم ، ومحاولة تطويع آياته لأهداف لا تتفق ودين الله الذي ارتضاه لعباده ، إضافة إلى الطعن في الأنبياء ونفي العصمة عنهم ، والقول بكـذب بعضهم ونقص إيمان البعض .. والطعن في صحابة رسول الله ، والتعريض بأمهـات المؤمنين – رضـي الله عنهن- في الوقت الذي يدعو فيه هذا الفكر إلى جعل معتنقيه فوق الأنبياء ، وأن قائدهم ” الدكتور صلاح شعيشع ” على كل شيء قدير ، يعطى ويمنـع ويحيى ويميت ، ويحل ويحـرم ، ويغفر الذنوب ، ويضـاعف الحسنات ، يبيح المعاصي وترك العبادات .. يجعل من ” نشوى ” – إحدى ملكاته – الجديرة الوحيدة بلقب أم المؤمنين ، ويعطي لنفسه حق تقبيل النساء بدعوى أنها قبلات محمدية .. من لم يقبلها ويقبل عليها كفـر وخلّد في النار..
بل إنه ليلقى بتهمة الكفر على كل من سواه.. مسفهاً آراء أتباعه.. محتقراً لهم… في الوقت الذي يصدقهم فيما يرونه من رؤى وأحلام.. يلقنها لهم ويحثهم على حفظها .. وترديدها.. إذ يعتبرها وحياً وتنزيلاً كالقرآن الكريم.. والأحاديث النبوية الشريفة.. ناسباً إلى رسول الله – كذباً – ما لم يقله.. إذ يدعى الدكتور صلاح أحاديث كاذبة.. زاخرة بالأخطاء .. مع ركاكة الأسلوب… رفعاً لشأنه وتأكيداً لمكانة “نشواه” إحدى ملكاته .
وتأسيساً على ذلك.. وإعمالاً للحق.. وإبرازاً للحقيقة.. ترى اللجنة أن هذه الأفكار باطلة.. ضالة مضللة .. نبتت من بذور الشر التي بذرتها القاديانية والبهائية والماسونية والشيوعية.. والفرق المتطرفة من الشيعة الباطنية .
واقترحت اللجنة مصادرة الأشرطة المضبوطة وغيرها مما يشتمل على هذه الأفكار.. واستتابة أصحابها مع عقابهم.. فإن لم يتوبوا.. وجب أن توقع عليهم أشد العقوبات وأقساها في إطار دين الدولة المسمى .. ودستورها الحالي.. منعاً للفساد والإفساد.. ودرءاً للفتن .
ثم لحق تقرير اللجنة بيان من الأزهر الشريف.. جاء فيه :
“إذا أصر الطبيب الدجال على ادعاء النبوة.. كان مرتداً عن الإسلام ، يحرم التعامل معه أو زيارته بوصفه طبيباً!!..” واختتم البيان بدعوتهم إلى التوبة ، ودعوة المجتمع الإسلامي إلى الدفاع عن الإسلام.. باجتناب هؤلاء الذين خرجوا على الدين …
وهكذا تمضي القضية… كما مضت قضايا البهائية.. التي انتشرت منذ فترة وما زالت إلى يومنا هذا.. ولا أحد يتساءل عن الأحوال والأسباب.. وراء انتشار تلك الظاهرة.. ولا سيما أن معتنقي هذه الدعاوى ليسوا من العامة.. وإنما من المثقفين والجامعيين.. مما يؤكد أن هناك جذوراً في نفوس من صدقوها واتبعوها.. وقبلوا أن يسجنوا من أجلها !!
وتطوى الجرائد اليومية على خبر صغير – من بضع كلمات – في مكان غير مقروء.. بعنوان : “الحكم على صلاح شعيشع بالحبس خمس سنوات”..
تعليقات
إرسال تعليق